سورة المجادلة - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المجادلة)


        


{أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} نوعاً من العذاب متفاقماً. {إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فتمرنوا على سوء العمل وأصروا عليه.
{اتخذوا أيمانهم} أي التي حلفوا بها، وقرئ بالكسر أي {أيمانهم} الذي أظهروه. {جُنَّةً} وقاية دون دمائهم وأموالهم. {فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} فصدوا الناس في خلال أمنهم عن دين الله بالتحريش والتثبيط. {فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} وعيد ثان بوصف آخر لعذابهم. وقيل الأول عذاب القبر وهذا عذاب الآخرة.
{لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله شَيْئاً أُوْلَئِكَ أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون} قد سبق مثله.
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ} أي لله تعالى على أنهم مسلمون. {كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} في الدنيا ويقولون إنهم لمنكم. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ على شَئ} في حلفهم الكاذب لأن تمكن النفاق في نفوسهم بحيث يخيل إليهم في الآخرة أن الأيمان الكاذبة تروج الكذب على الله كما تروجه عليكم في الدنيا. {أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الكاذبون} البالغون الغاية في الكذب حيث يكذبون مع عالم الغيب والشهادة ويحلفون عليه.
{استحوذ عَلَيْهِمُ الشيطان} استولى عليهم من حذت الإِبل وأحذتها إذا استوليت عليها، وهو مما جاء على الأصل. {فأنساهم ذِكْرَ الله} لا يذكرونه بقلوبهم ولا بألسنتهم. {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشيطان} جنوده وأتباعه. {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشيطان هُمُ الخاسرون} لأنهم فوتوا على أنفسهم النعيم المؤبد وعرضوها للعذاب المخلد.
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِى الأذلين} في جملة من هو أذل خلق الله.
{كتاب الله} في اللوح. {لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى} أي بالحجة، وقرأ نافع وابن عامر {رُسُلِى} بفتح الياء. {إِنَّ الله قَوِىٌّ} على نصر أنبيائه. {عَزِيزٌ} لا يغلب عليه شيء في مراده.
{لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ} أي لا ينبغي أن تجدهم وادين أعداء الله، والمراد أنه لا ينبغي أن يوادوهم. {وَلَوْ كَانُواْ ءَابَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخوانهم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ولو كان المحادون أقرب الناس إليهم. {أولئك} أي الذين لم يوادوهم. {كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمان} أثبته فيها، وهو دليل على خروج العمل من مفهوم الإِيمان، فإن جزء الثابت في القلب يكون ثابتاً فيه، وأعمال الجوارح لا تثبت فيه. {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ} أي من عند الله وهو نور القلب أو القرآن، أو بالنصر على العدو. قيل الضمير ل {الإيمان} فإنه سبب لحياة القلب. {وَيُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا رَضِىَ الله عَنْهُمْ} بطاعتهم. {وَرَضُواْ عَنْهُ} بقضائه أو بما وعدهم من الثواب. {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الله} جنده وأنصار دينه. {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون} الفائزون بخير الدارين.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة».

1 | 2